“كنف” يزود كوادره بتقنيات ومعارف متقدمة لحماية الأطفال ضحايا الاعتداءات الجسدية والنفسية

تواصل إدارة سلامة الطفل بالشارقة الجهود لإطلاق بيت الطفل “كنف”، البيت الأول من نوعه في المنطقة والذي سيوفر الحماية المتكاملة والعلاج اللائق والإرشاد المناسب لكل طفل يتعرض لإساءة أو اعتداء جنسي أو جسدي أوالنفسية، حيث نظم برنامج تدريبي متخصص بعنوان “طُرق الاستماع والتعامل مع ضحايا العنف من الأطفال”، مسجلاً أولى برامج “كنف” بالتزامن مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات، الذي يصادف 4 يونيو من كل عام.

واستضافت الجلسة الأولى ضمن البرنامج الدكتورة بنة بوزبون، التي تمتلك خبرة تزيد عن ثلاثين عامًا في التشخيص والعلاج النفسي والتربوي بمملكة البحرين، إذ من المقرر أن يضم “كنف” عند افتتاحه خبراء نفسيين وقانونيين وممثلين لمختلف الجهات الحكومية المعنية بحماية الطفل، ليباشروا عملهم في مكان واحد، يعزز من بيئة حماية حقوق الطفل وضمان سلامته.

وعرضت بوزبون خلال الجلسة التي جاءت بحضور مدربين ومتخصصين برعاية وحماية الأطفال، آليات وطرق متخصصة في التعامل مع ضحايا العنف من الأطفال، مستهدفةً فتح باب تبادل الخبرات والمعارف الأكاديمية والعملية والمتخصصة بقواعد التواصل مع الأطفال الذين تعرضوا لإساءات جسدية وغير جسدية.

وسلطت الجلسة الضوء على أحدث ما توصل إليه الطب، والعلاج النفسي، والمرشدين الاسريين، في حماية الأطفال ضحايا الإساءات، وتجنب تعرضهم لمواقف يمكن أن تضاعف آثار الإساءة عليهم، وتوقفت عند تقنيات متقدمة للحوار مع الطفل ضحية الاعتداء، ووضع قائمة فرضيات بالإشكاليات والحلول على أساس تتابع الوقائع وظروف كل حالة من الحالات التي يقابلها المختصون.

وتناولت الجلسة مختلف أشكال العنف ضد الأطفال وكيفية التعامل مع ضحايا الاعتداء الجنسي، والمخاطر بعيدة المدى التي يمكن أن تواجه الأطفال المعتدى عليهم، وعرضت الإرشادات التي تساعد المدرسين ومقدمي الرعاية في التعرف على العلامات والمؤشرات التي تدل على تعرض الطفل للإساءة. .

ونبّهت إلى مخاطر إهمال أولياء الأمور وتقصيرهم في متابعة التغيرات التي تطرأ على أطفالهم، والتأثير السلبي للإهمال على ثقة الطفل بوالديه، وقدمت التعريفات المعتمدة للاعتداء على الأطفال كما وردت في دراسات كبار المحللين والخبراء الدوليين وتداعياتها النفسية على الطفل الضحية.

وطرحت الجلسة أمثلة على مختلف أشكال الإساءات التي يمكن أن يتعرض لها الطفل في محيط السكن أو الدراسة أو اللعب أو الرياضة، وسلطت الضوء على أهمية الوعي الأسري والمجتمعي في حماية الأطفال وضمان سلامتهم بما يكفل نموهم السليم والحفاظ على صحتهم الجسدي والنفسية باعتبارهم نواة المستقبل، وأولياء أمور الأطفال يحتاجون منهم إلى العطف والرعاية والحماية.

يشار إلى أن بيت الطفل “كنف” حظي باهتمام قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، حيث وجّهت إدارة سلامة الطفل بالإمارة، ببدء العمل على تأسيسه وإنشائه لتوفير الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي للأطفال ضحايا الإساءة الجسدية والجنسية، وعائلاتهم وأقربائهم، وتوحيد إجراءات حماية الطفل، ما يسهل على المؤسسات المعنية توفير خدمات الإحالة والعلاج في مكان واحد متكامل المرافق. وفي العام 2022، أصدرت سموها قراراً بتشكيل لجنة عليا لكنف الذي يعتبر خطوة مهمة في مسيرة الإمارة التي تعمل بشكل استثنائي على توفير تنشئة سليمة للأطفال خالية من الإساءات والاعتداءات التي يمكن أن تلحق الضرر بمستقبلهم وتمسّ بقيم المجتمع وعلاقاته الراقية.