أطلقت حملة سلامة الطفل، إحدى مبادرات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بالتعاون مع دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة، مطلع الأسبوع الماضي، أولى مراحل العمل في دراستين مسحيتين لقياس وعي أولياء الأمور على مستوى إمارة الشارقة بموضوعي سلامة الصغار في المركبات، وأمنهم الإلكتروني.
وتأتي الدراستان في إطار حرص الحملة على نشر الوعي بأمن وسلامة الأطفال من الناحيتين البدنية والنفسية، وسعيهما إلى توفير قاعدة متكاملة من البيانات لقياس مؤشرات أمن الأطفال في المركبات، وأثناء استخدامهم الإنترنت، وتحديد معايير السلامة المتبعة لدى أولياء الأمور.
وتسعى الدراسة الأولى إلى قياس وعي أولياء الأمور بالقواعد المرورية المتعلقة بحزام الأمان والمقاعد المخصصة للأطفال في المركبات، ودرجة الالتزام بها، والبحث في الأسباب التي تجعلهم يحرصون عليها، وكذلك الأسباب التي تجعلهم لا يلتزمون بها إن وجدت، بالإضافة إلى رفع الوعي بأساسيات السلامة في المركبات والتعريف بما ينص عليه القانون المروري الاتحادي حول إلزامية مقاعد الحماية المخصصة للأطفال في المركبات حتى عمر 6 أعوام، وجلوس الأطفال ما دون 10 أعوام في المقاعد الخلفية من المركبة، بالإضافة إلى وضع حزام الأمان للأطفال الأكبر سنأً.
أما الدراسة الثانية، فتهدف إلى قياس الوعي لدى أولياء الأمور فيما يتعلق بالأمن الإلكتروني لصغارهم، ومعرفتهم بكيفية استخدام برامج الحماية المخصصة للأطفال عند استخدامهم الإنترنت وتفعيلها، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، والطرق التي يلجؤون إليها لمراقبة أطفالهم على الإنترنت، وتوعيتهم بمفاهيم السلامة، مثل عدم التواصل مع الغرباء، أو الإفصاح عن المعلومات الخاصة بهم وأسرتهم، وكيفية التعامل في حال تعرضهم لمحتوى غير لائق، وكيفية الوقاية من الهجمات والجرائم الإلكترونية.
وقام فريق الباحثين المشرف على إجراء الدراسة بزيارة نحو 6 آلاف أسرة من إجمالي عدد الأسر القاطنة في مدينة الشارقة، خلال الأسبوع الأول، على أن يكمل العدد الإجمالي المستهدف من الأسر والبالغ 12,344 أسرة، في غضون أسبوعين.
وقالت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل: “برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تأتي هاتان الدراستان، للمرة الأولى في تاريخ حملة سلامة الطفل، في إطار مساعينا الرامية إلى قياس مؤشرات الوعي لدى الأسر بشأن الإلمام بتفاصيل القواعد المرورية، والإلكترونية الآمنة لصغارهم، وقد شهدت الحملة اهتماماً لافتاً من الأسر وأولياء الأمور، من خلال استجابتهم وتعاونهم مع فريق الباحثين في الميدان”.
وأضافت اليافعي: “تنبع أهمية الدراستين من حرصنا على نشر رسالتنا التوعوية لأكبر عدد ممكن من الأطفال، وأولياء أمورهم، والقائمين على رعايتهم، إضافة إلى تحديد السلوكيات غير الصحيحة التي يسمح بها بعض أولياء الأمور في المركبات من ناحية، وإنشاء قاعدة بيانات قابلة للتحديث وفقاً للدراسات التي تُنظم لاحقاً من ناحية أخرى، يمكن استخدامها وتوظيفها كمرجع خاص لعدد من الدوائر الرسمية والمؤسسات المعنية برعاية الطفل وحمايته في الإمارة، والدولة.
وتابعت اليافعي: “تأتي كل هذه الجهود انطلاقاً من أهداف الحملة الساعية إلى تعزيز العمل المؤسسي المشترك في مجال حماية الطفل، حيث نعمل على التوسع في الدراسة بالتعاون مع الجهات الأمنية الاتحادية لتكون شاكلة لمختلف إمارات الدولة”.
وأشارت اليافعي إلى أن إطلاق الدراستين يعد ضرورة في ظل تنامي اعتماد الأسر على التنقل بالمركبات الخاصة، حيث بات الأمر يتطلب الالتزام بالعديد من الضوابط لتحقيق السلامة المرورية للأطفال، بالإضافة إلى ارتفاع إقبال الأطفال على استخدام الإنترنت بشكل يومي، لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، ما يعني أن تأمين أطر الحماية الملائمة لهم في كلتا الحالتين أصبح ضرورة لا غنى عنها لضمان نموهم السليم بعيداً عن أي مشكلات.
يشار إلى أن حملة سلامة الطفل ملتزمة بتقديم كل الدعم اللازم للآباء والأمهات، من خلال طرق مبتكرة وتثقيفية، لتمضي قدماً في مشروعها الهادف إلى توعية شرائح المجتمع كافة بأهمية الحفاظ على سلامة الأطفال من النواحي الصحية والجسدية والنفسية.