أطلق بيت الطفل “كنف”، المشروع الأول من نوعه والمظلة الآمنة لاستقبال الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي والجسدي والتابع لإدارة سلامة الطفل بالشارقة، برنامجًا تدريبيًا مكثفاً يتضمن 300 ساعة، لرفع قدرات الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمحققين العاملين فيه مع ممثلي الشركاء الاستراتيجيين للمشروع وتعزيز خبراتهم في مجال مقابلة الأطفال ضحايا الاعتداءات.
تتوزع ورش البرنامج الذي بدأ في مايو الماضي على العام الجاري والعامين القادمين، وتقدمه الدكتورة بنة يوسف بوزبون مسؤولة الصحة النفسية في “كنف”، بواقع 20 ورشة تدريبية حضورية، تتضمن التدريب على فنيات الاستماع إلى الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية ، ومهارات كتابة التقارير الاجتماعية والنفسية والطبية والشرعية ، والتدريب على مهارات العلاج السلوكي للأطفال واليافعين ، وتقديم البرامج العلاجية للطفل في مرحلة ما بعد الصدمة، وفق أفضل الممارسات العالمية، مع مراعاة اختلاف منهجيات التدخل حسب تشخيص حالة كل طفل وما يناسبه، مثل العلاج باللعب، أو العلاج بالسايكو دراما، أو بالرسم، أو العلاج السلوكي والعلاج المعرفي السلوكي، بمشاركة الأهل.
ويسعى البرنامج الذي يعد جزءًا من مشروع “كنف” لتدريب فريق العمل إلى توحيد آلية كتابة التقارير الاجتماعية والشرعية، وضمان سرعة سير إجراءات مقابلة الطفل للحصول على معلومات دقيقة من الطفل الضحية، ومعالجة آثار الاعتداءات نفسيًا وقانونيًا تحت سقف واحد، باستخدام خط سير الطفل الذي تم اعتماده بالتشاور مع جميع الشركاء خلال مرحلة التخطيط للمشروع.
شراكة محلية واتحادية
ويجمع برنامج الورش ممثلي شركاء “كنف” من مختلف الجهات المحلية والاتحادية التي تشمل كلاً من: نيابة الشارقة الكلية، ومحكمة الشارقة الاتحادية الابتدائية، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وإدارة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، ومستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، وإدارة مراكز التنمية الأسرية، ووحدة حماية الطفل في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وإدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص.
تعزيز كفاءة ومهارة فريق “كنف”
وقالت هنادي اليافعي، مديرة إدارة سلامة الطفل، رئيسة اللجنة العليا لمشروع بيت الطفل “كنف”: “يتطلب التعامل مع الأطفال ضحايا الاعتداءات التي تمس كرامتهم وتخدش براءتهم، خبرات عالية ومتعددة وشاملة من مختلف المستويات الصحية والنفسية والذهنية وحتى العاطفية، لذلك مثّل تطوير مهارات وخبرات فريق عملنا، أحد الأهداف الأولى للمشروع، وخطوة لجمع الشركاء وتوحيد آليات عملهم، لتزويدهم بمهارات التعامل مع هذه الفئة الحساسة من الأطفال وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال حماية الطفل، حيث حرصنا على أن يشكل البرنامج فرصة للتدرب على استخدام أحدث الوسائل والأدوات في مقابلة وتشخيص وعلاج ومتابعة الأطفال ضحايا الاعتداء الجسدي والجنسي، بما يحقق أقصى درجات الدقة والسرعة والخصوصية تحت سقف واحد”.
وأضافت: “لدى إمارة الشارقة التشريعات والممارسات الراسخة والجهات المعنية بدعم جهود حماية سلامة الأطفال، وهذا هو الأساس الذي اعتمدنا عليه ليكون بيت الطفل “كنف” مظلة تجمع كافة الجهات المعنية في مكان واحد، وبرنامج تدريب فريق العمل وممثلي الشركاء يركز على عدد من المهارات والخبرات لتعزيز آلية التعامل مع الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية، ويقدم لنا التدريب الخطوات العملية لبدء استقبال حالات الأطفال الذين تم إطلاق هذا المشروع لحمايتهم وجمع الجهات المعنية تحت سقف واحد لتسهيل معالجة الحالات وتوفير الدعم النفسي المناسب للطفل وعائلته وتخفيف آثار الصدمة، ونحن نؤمن بأن كل طفل يستحق حياة كريمة وآمنة، ودورنا هو توفير بيئة داعمة ومحفزة لإعادة تأهيله ودمجه في المجتمع”.
مهارة التواصل الفعال مع الأطفال
ويدرب البرنامج المشاركين على مهارة الاستماع إلى الأطفال ضحايا العنف والاعتداء الجنسي ومهارة التواصل الفعال معهم، واستخدام أحدث الوسائل وأفضل الممارسات المعمول بها عالميًا في مجال حماية الطفل، مثل استخدام الدمى للمحاكاة التي تسهل على الطفل سرد الواقعة دون التعرض لإزعاج نفسي أو جسدي، واستخدام النهج السقراطي في طرح الأسئلة على الطفل بشكل منضبط ومدروس يؤدي إلى دراسة الأفكار منطقيًا.