في إطار تعزيز الوعي بأهمية حماية الأطفال وضمان سلامتهم النفسية والجسدية، نظمت إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، سلسلة من ورش العمل التوعويّة في شهر أكتوبر الجاري؛ استهدفت أكثر من 1074 مشاركاَ، من بينها ورشتان تناولت الأولى موضوع الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، وأثرهما على حياة وسلوك الأطفال؛ بينما ركزت الورشة الثانية على سلوك التنمّر وأسبابه وأنواعه، وكيفية مواجهته والوقاية منه.
مساهمة فاعلة لإنشاء جيل واعِ
وأكّدت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة حرص الإدارة والتزامها الراسخ تجاه خلق بيئة آمنة وسليمة للأطفال في المنزل والمدرسة على حدّ سواء، وقالت: “تناولت ورش العمل التي عُقدت في شهر أكتوبر موضوعي التنمّر والأمن الإلكتروني كونها تُعتبر محوريّة وذات أولوية قصوى لدينا، وتنسجم مع رسالتنا المتمثلة بتوعية المجتمع بكافة أطيافه حول أهميّة وقاية الطفل وحمايته من الإساءة والاستغلال. هدفنا تعزيز الوعي والمساهمة الفاعلة في إنشاء جيل واعِ يُدرك كيفيّة التعامل مع كلّ ما من شأنه أن يؤثر على صحته النفسية أو الجسديّة، وأهمّ الطرق والأساليب الواجب اتباعها لمواجهة حالات التنمّر التي قد يمرّ بها، إلى جانب تعزيز وعيه بكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بشكل عام لتحقيق طموحاته وتطلعاته المستقبليّة”.
أهمية التوعية بالأمن الإلكتروني
واستهدفت ورشة عمل الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي طالبات المرحلة المدرسيّة من الصف الخامس حتى الثامن، ونُظّمت في مدرسة المنار للفتيات حيث تم اطلاعهنّ على مفهوم الأمن الإلكتروني وأسباب الاستهداف المحتملة، بما في ذلك المعلومات القيّمة وسرقة البيانات.
كما تعرّفت الطالبات على خصائص إعداد كلمة مرور قوية وأساليب حماية الأجهزة من الاختراق، وأثر تفعيل خاصيّة “التحقق بخطوتين” على حماية حسابات التواصل الاجتماعي، إلى جانب توعيتهنّ حول موضوع التنمر الإلكتروني وأشكاله، والخطوات الواجب اتباعها في حال تعرض الطالبة لحالة تنمّر من هذا النوع، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونيّة ومخاطر الإدمان عليها وأضرارها نفسياً وجسدياً والآلية الصحيحة لاختيار الألعاب الإلكترونية.
فيما تناولت الورشة كذلك الذكاء الاصطناعي وتعريفه، حيث تمّ عرض فيديو توضيحي في هذا الإطار، بالإضافة إلى توعية الطالبات بمخاطر الذكاء الاصطناعي من خلال مقاطع فيديو توضّح إمكانية تزييف الحقائق، والمخاطر المترتبة على التوسع في نشر البيانات الشخصيّة والصور الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يُمكن استغلالها من بعض قراصنة الإنترنت لأغراض سيئة، مع تعزيز الوعي لدى الطالبات بالجهات التي يجب التواصل معها في حال التعرض لحالة ابتزاز أو اختراق لحساباتهنّ.
التنمر وسبل الحد منه
بدورها قدّمت الدكتورة هبة حريري، المعالجة النفسية من المملكة العربية السعودية، ورشة عمل افتراضية حول التنمّر، استهدفت أولياء الأمور، والمعلمين، وخبراء حماية الطفل، حيث أوضحت الحريري أسباب وكيفيّة نشوء التنمّر لدى الأطفال، وجذور العنف المدرسي، وأشكال التنمّر بما فيها الفكري، والعاطفي والاجتماعي والسلوكي، بالإضافة إلى استعراض أبرز الآليات الصحيّة التي يُمكن من خلالها الحدّ منه، وأهمّ عناصر البيئة المدرسيّة الآمنة نفسياً.
وأكدت الدكتورة هبة في الجلسة أن التنمر ينشأ نتيجة عدة عوامل، ويمكن أن يتعرض الطفل للتنمر من قبل أقرانه أو المعلمين أو الأهل، ويمكن أن يكون التنمر مباشراً أو غير مباشر، مشيرة إلى أن التنمر يؤدي إلى آثار سلبية على نمو الطفل وصحته النفسية والجسدية والعقلية. وحول الآليات الصحية للحد من التنمر بأنواعه، أوضحت الدكتورة هبة أنه من الضروري توفير برامج توعية وتثقيفية للطلاب والمعلمين والكادر الإداري والأهالي حول آثار التنمر وطرق التصدي له، وأن نشجع الطلاب على ضرورة الإبلاغ عن حالات التنمر التي يتعرضون لها، وضمان حماية خصوصيتهم وسلامتهم.