أطلق منتدى سلامة الطفل الأول، الذي نظمته إدارة سلامة الطفل – التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، تحت شعار “إعلام مسؤول.. طفل آمن”، تسع توصيات تدعو إلى تعزيز الشراكة بين الأسر والمؤسسات الإعلامية والقانونية والجهات الأكاديمية، لضمان حماية حقوق الأطفال في الإعلام.
جاء ذلك في ختام فعاليات المنتدى الذي عقد أمس في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات، حيث نظم جلسة مغلقة بعنوان “حوار الإعلاميين” استضافت مسؤولين من المؤسسات الإعلامية لطرح أبرز القضايا والتحديات المتعلقة بسلامة الطفل في الإعلام.
وتضمنت التوصيات:
- رفع التنسيق بين الدوائر المعنية بحماية الطفل في الإمارات وتوحيد جهودها تحت مظلة واحدة
- من أجل التوافق على قواعد عامة حول سلامة الطفل في الإعلام.
- تفعيل المسؤولية الاجتماعية المتمثلة بالمؤسسات الاكاديمية والأسرة للمساهمة في ترسيخ الوعي حول قضايا الطفل.
- العمل على تأهيل متخصصين بقوانين حماية الطفل في كلّ إمارة وفتح القنوات بينهم وبين الجهات الإعلامية لتنسيق آليات تناول صورة الطفل في الإعلام والشبكات الإخبارية الإلكترونية.
- اعتماد معايير مهنية عالية عند اختيار الإعلاميين الذين يتناولون قضايا ذات صلة بالأطفال.
- العودة إلى المرجعيات القانونية والتشريعية عند مواجهة قضايا الأطفال التي لا تتسم بالوضوح الكافي.
- إطلاع كل موظف إعلامي جديد لدى المؤسسات الإعلامية على القوانين الخاصة بحماية خصوصيّة الأطفال وعدم المساس بحالاتهم النفسيّة أو المعنويّة.
- تكثيف البرامج التوعويّة بحقوق الأطفال في وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية.
- إعداد محتوى إعلامي خاص لأولياء الأمور لتعريفهم بطرق حماية أطفالهم في المجالات كافة وتوجيههم للتعامل معهم عند حدوث أي طارئ.
- استخدام وسائل توعويّة وتثقيفيّة مبتكرة قادرة على الوصول إلى جميع أفراد المجتمع ومؤسساته كافة.
ضيوف الجلسة الثانية: “المجتمع شريك في الدفاع عن الطفل”
وكان المنتدى قد ناقش خلال جلسته الرئيسية الثانية تحت عنوان السياسات الإعلامية وفرص تطويرها من أجل إعلام صديق للطفل، دور المؤسسات والجهات الإعلامية في طرح قضايا تخدم الطفل، وتسهم في تعزيز قدراته الفكرية والمعرفية وتدافع عن حقوقه وتتبناها.
وتحدّث خلال الجلسة التي أدارتها الكاتبة والإعلاميّة نجيبة الرفاعي، كلّ من إيمان حارب، مدير إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة تنميّة المجتمع، وعمر سالم العامري، مستشار المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وفيصل الشمري، العضو المؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية الطفل، وهند البدواوي، مستشارة نفسية في دائرة القضاء بأبوظبي، الذين سلطوا الضوء على أهم المبادئ التي يجب على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الالتزام بها عند طرح القضايا المتعلقة بالأطفال، ومساندة قضاياهم دون التسبب بأي ضرر لهم ولأسرهم.
واستهلت إيمان حارب، مدير إدارة الحماية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع حديثها بالإشارة إلى أن الإعلام سلاح ذو حدين، يمكن أن يخدم الطفل في طرحه للقضايا وفي الوقت ذاته يمكن أن يضرّ به، لافتة إلى ضرورة أن يلتزم الإعلام بدوره التوعوي خدمة لحاضر ومستقبل الطفل.
وتابعت حارب: “يجب على جميع وسائل الاعلام أن تكون في موقع المؤثر والداعم لقضايا الطفل، تطرحها وتركز على إيجابياتها، وتتجنب تناول سلبياتها لما قد تحمله من تأثير على شخصيّة الطفل في المستقبل، وأن تضع معايير مهنيّة تعالج من خلالها قضايا الأطفال، كما يجب توعيّة المجتمع بأكمله حول خطورة هذه القضايا بالأسلوب الذي يضمن حلها وإبعاد الطفل عن دائرة الضوء”.
من جانبه قال فيصل الشمري، العضو المؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية الطفل: “الإعلام مطالب بأن يكون خادماً للمجتمع، ولا يركز على الحادثة فقط بل يقدم لها حلولاً ويبحث عن مسبباتها، فعند وضع التفاصيل التي تتعلق بالطفل المعتدى عليه دون الحديث عن الطرف المعتدي، فإن ذلك يضر بالضحية”.
وتابع الشمري: “على الإعلاميين أن يضاعفوا جهودهم من أجل البحث عن مسببات الظواهر السلبية وتوعية المجتمع بشكل أكبر بها. وهناك الكثير من فرص التحسين في هذا المجال إذ يجب على المؤسسات الإعلامية والحكومية أن تطور من أدواتها الرقابية التي تسهم في الكشف عما يمكن أن يتعرض الطفل له قبل وقوع حادث وليس بعده”.
دور أولياء الأمور
بدورها قالت هند البدواوي، المستشارة النفسية في دائرة القضاء بأبوظبي: “الإعلام ليس هو المسؤول فقط، بل جميع أفراد المجتمع أمام قضايا الطفل مطالبون بمسؤوليات مضاعفة، فدور المؤسسات الإعلامية لا يُبنى إلا بدور الأفراد، وهناك توعيّة جيدة تتبناها وسائل الاعلام لكنها لا تصل إلى المستوى المطلوب، والكثير من الآباء والأمهات قرأوا الرسائل التي توجهها المؤسسات الإعلامية على أنها تحذيرات خطرة، أوصلتهم لمرحلة شكّ في جميع من يحيط بالأطفال سواء كانوا خدماً أو سائقين وغيرهم، لذا يجب على الجهات الإعلامية أن تدرك بشكل كافٍ أبعاد الرسالة التي توجهها للمجتمع”.
وتابعت البدواوي: “يجب رفع مستوى الوعي الذاتي تجاه قضايا الطفل، فهناك فرق كبير بين الرعاية والتربية، وعلى أولياء الأمور مسؤولية كبرى في الحفاظ على الأطفال، من خلال تعزيز مفهوم الأمن والأمان، كي لا يُعتدى على الطفل أو يعتدي هو على أحد”. وأشارت إلى ضرورة متابعة أولياء الأمور لما يشاهده أطفالهم في وسائل الإعلام والتحاور معهم حول القضايا التي يتم تداولها من أجل إيصال الرسائل الصحيحة لهم.
من جانبه لفت عمر سالم العامري، مستشار المجلس الأعلى للأمومة والطفولة إلى وجود آباء وأمهات ومعلمين لا يعلمون في الأساس ماذا تعني كلمة تنمّر مؤكداً أن خطوات معالجة القضايا وتعزيز توعية المجتمع بالمحافظة على الأطفال تبدأ من تأهيل الآباء والأمهات والمعلمين ولفت انتباههم بشكل أكبر للأطفال وقضاياهم.
وأضاف: “الأب والأم أساس التوعيّة المجتمعية في حقوق الطفل، فهما خط الدفاع الأول عن الأطفال، والمسؤولان عن سلامتهم، وعليهما أن يدركا أهمية دور الإعلام في طرح قضايا الطفل لمساعدتهم على رعاية أطفالهم والحفاظ على سلامتهم.”
يشار إلى منتدى سلامة الطفل أقيم بشراكة استراتيجية مع كلّ من المجلس الوطني للإعلام، ووزارة تنمية المجتمع، والنيابة العامة الاتحادية، وبالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، ومجلس الشارقة للإعلام، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وجمعية الامارات لحماية الطفل، ودائرة القضاء في أبوظبي.