ضمن جهودها الرامية إلى المحافظة على سلامة الأطفال وحمايتهم، تمكنت حملة سلامة الطفل، إحدى مبادرات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أمس الأول (الخميس)، من تخريج مجموعة من الطلاب المتميزين الذين اجتازوا وبجدارة المخيم الصيفي الذي نظمته الحملة تحت عنوان “مهارات السلامة على الإنترنت”، وذلك تماشياً مع رؤية إمارة الشارقة في توفير بيئة حاضنة للأطفال واليافعين، وتنمية مهاراتهم، ودعم مواهبهم، وتعزيز سلامتهم في مختلف المجالات.
وأقيم مخيم “مهارات السلامة على الإنترنت”، تحت رعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ونظمته حملة سلامة الطفل بالتعاون مع مؤسسة “أي سي دي إل – العربية”، المتخصصة في نشر مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وشهد المخيم مشاركة 21 طالباً وطالبة من اليافعين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14-18 عاماً، والذين يعتبرون من أكثر الفئات نشاطاً على الإنترنت، وأكثرها عُرضة لأخطاره.
وتضمن المخيم برنامجاً تعليمياً مكثفاً، استمر على مدى ثلاثة أسابيع وتناول ثلاثة محاور رئيسية هي: أساسيات وسائل التواصل الاجتماعي، وأساسيات السلامة على الإنترنت، وأساسيات البحث عبر الإنترنت، واكتسب المشاركون من خلالها المهارات والمعارف المطلوبة لتفادي مخاطر الإنترنت، وتعرفوا على أهمية حماية معلوماتهم الشخصية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فعال وآمن في حياتهم، وتعلموا طرق البحث الفعالة عن المعلومات التي تفيدهم في حياتهم الدراسية والعامة.
وتقديراً للجهود التي أبداها المشاركون خلال فترة المخيم، ونجاحهم في الحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي (ICDL) – المعترف بها عالمياً، كرمت حملة سلامة الطفل، الخريجين الذي شاركوا في المخيم، في حفل أُقيم بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تزامناً مع فعاليات المنطلقة للاحتفاء باليوم العالمي للإنترنت الآمن خلال شهر فبراير، وجاء الحفل بحضور كل من هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ورئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل، ورانيا القيسي، المدير الإقليمي لشؤون الأعمال بمؤسسة أي سي دي إل العربية، وعدد من المعلمين والمعلمات، إلى جانب عائلات الخريجين.
وقالت هنادي صالح اليافعي: “منذ أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كلمته الشهيرة “إن بناء الإنسان هو حجر الأساس في التنمية”، لم تتوقف جهود الشارقة عن النهوض بالطاقات البشرية، والأجيال الصاعدة، لتكون قادرة على بناء مستقبل البلاد، وتحمّل قيادته وريادته”.
وأكدت اليافعي أن الإمارة تولت مهمة النهوض بطاقات الأطفال ودعم قدراتهم، مستشهدة بمقولة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: “الأبناء هم ثمرة الفؤاد التي تستحق منا اهتماماً خاصاً، بهدف تنميتهم، وتنمية ثقافتهم، ووصولهم إلى مراتب عالية يخدمون من خلالها الفرد والمجتمع”. وأوضحت اليافعي أن الحملة حرصت خلال البرنامج التدريبي المصاحب للمخيم، على تعزيز الوعي بالأمان الإلكتروني وتنمية مهارات القراءة، والبحث، والتوثيق عبر الإنترنت.
من جانبه تحدث ممثل خريجي المخيم، الطالب نادر عبد المجيد سالم (18 عاماً)، عن الفوائد التي جناها المشاركون فقال: “كانت تجربة فريدة من نوعها التي عشناها خلال أيام المخيم، فالكثير من المهارات المتعلقة بالإنترنت انكشفت أمامنا، وصرنا على دراية بالطرق الأخلاقية والسليمة لاستخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، كما أكسبنا المخيم تقنيات ومهارات الوصول للكتب الرقمية، والتأكد من صحة المراجع، وفهم موضوع حقوق الملكية الفكرية وتوثيق الأبحاث”.
وأضاف سالم: “تعرفنا على المهارات والمعارف المطلوبة للتعامل الآمن مع أجهزة الكمبيوتر المختلفة، ومواجهة المخاطر والتهديدات التي تشكلها الفيروسات، إضافة إلى أننا اكتشفنا طرق البحث الفعالة عن المعلومات، واطلعنا على إجراءات النسخ الاحتياطية، واستخدام كلمات المرور التي يصعب خرقها، وغيرها من المهارات، وبفضل هذه المعلومات صرنا أكثر قدرة على توظيف الإنترنت لصالح التعليم، والاستفادة منه في الأمور النافعة لنا، وفي نفس الوقت المحافظة على سلامتنا الشخصية”.
وكرمت الحملة خلال الحفل جميع المشاركين في المخيم، بمنحهم شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب الآلي (ICDL)، كما كرمت شركائها في تنفيذ المخيم وهم مؤسسة “أي سي دي إل – العربية”، وبنك “HSBC”. ومن جانبها، كرمت مؤسسة “أي سي دي إل – العربية”، حملة سلامة الطفل وأسرة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتقدمت لهم بالشكر على جهودهم المتواصلة في توفير بيئة آمنة وسليمة للأطفال بالشارقة.
يذكر أن حملة سلامة الطفل هي مبادرة تنفذها إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. وتهدف الحملة إلى نشر التوعية للمحافظة على سلامة الأطفال وحمايتهم، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي لهم، من أجل الوصول إلى مجتمع يتمتع أطفاله بالصحة النفسية والسلامة الجسدية، في جو من الاستقرار الأسري والنفسي.
وكانت الحملة قد اختتمت مؤخراً دورتها الثانية، الهادفة إلى تحقيق أمن وسلامة الأطفال من الإساءة ورفع مستوى الوعي لديهم حولها، وتعتزم إطلاق الدورة الثالثة حول موضوع سلامة الأطفال على الإنترنت، والاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لسرعة وسهولة انتشار المواقع الإلكترونية، وإقبال الكثير من الأطفال على استخدامها.