أطلقت حملة سلامة الطفل، إحدى مبادرات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بالتعاون مع دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بالشارقة، دراستين مسحيتين لقياس وعي الأسر وأولياء الأمور في إمارة الشارقة، حول السلامة الإلكترونية للأطفال، وأهمية استخدام المقاعد المخصصة لهم في المركبات، وربط أحزمة الأمان أثناء القيادة.
وتستهدف الدراستين المسحيتين نحو 5% من إجمالي عدد الأسر القاطنة في مدينة الشارقة، حوالي (12 ألف أسرة)، حيث سيتم توفير استبيان إلكتروني عن كل موضوع، يتضمن مجموعة من الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها بشكل سريع ومبسط. وتدعو الحملة الأسر المستهدفة إلى ضرورة التفاعل والمشاركة مع الدراستين اللتين سيكون لهما تأثير إيجابي على أطفالهم.
ويأتي إطلاق هاتين الدراستين من منطلق حرص الحملة، على سلامة الصغار على الصعيد التقني والإلكتروني، وعلى الصعيد البدني والنفسي، لا سيما مع ارتفاع إقبالهم على الانترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص من جهة، وتنامي اعتماد الأسر على التنقل بالمركبات الخاصة، والتي تتطلب الالتزام بالعديد من الضوابط لتحقيق السلامة المرورية أثناء السير على الطريق.
وتسعى الدراسة الأولى إلى قياس وعي أولياء الأمور بأهمية استخدام المقاعد المخصصة للأطفال الصغار، وحزام الأمان للأطفال الأكبر سناً في المركبات، وذلك من خلال قياس مدى علمهم ومعرفتهم بالقواعد المرورية المتعلقة بحزام الأمان والسلامة المرورية، ودرجة الالتزام بها، والبحث في الأسباب التي تجعلهم يحرصون عليها، وكذلك الأسباب التي تجعلهم لا يلتزمون بها إن وجدت، بالإضافة إلى رفع الوعي بأساسيات سلامة الأطفال في المركبات، والتعريف بخصائص ومواصفات المقاعد المخصصة لهم.
أما الدراسة الثانية، التي تعد أول دراسة ميدانية تتناول السلامة الإلكترونية للصغار على مستوى إمارة الشارقة، فتسعى إلى قياس وعي الأسر بمفهوم الأمن الإلكتروني، ومدى استخدام الأطفال الآمن لبرامج التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. وتنبع أهميتها من كونها تبحث في مشكلة تعتبر اليوم من أبرز المشكلات التي تواجه الأسرة والمجتمع، فضلاً عن كونها ستوفر قاعدة بيانات متكاملة وموثوقة للجهات والمؤسسات الناشطة في مجال حماية الطفل.
وقالت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل: “يأتي إطلاقنا لهاتين الدراستين المسحيتين نظراً لأهمية وحساسية موضوعهما، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.25 مليون شخص يلقون حتفهم جراء الحوادث المرورية سنوياً في العالم، ونهدف من خلال الدراسة الخاصة باستخدام مقاعد الأطفال وحزام الأمان للبالغين، إلى مساعدة العاملين في مجال الحماية والسلامة المرورية، على وضع المقترحات والإجراءات الوقائية المناسبة لتحقيق أعلى درجات الأمن والحماية لمستخدمي المركبات”.
وأضافت اليافعي: “تؤكد إحصاءات الأمم المتحدة أن هناك حوالي مليون شخص حول العالم يقعون ضحية لجريمة إلكترونية كل يوم، أي 14 ضحية كل ثانية، كما تحدث يومياً ما يصل إلى 80 مليون هجمة قرصنة، وبلا شك فإن الأطفال يشكلون الحلقة الأضعف بين الفئات الأكثر عُرضة لهذا النوع من الجرائم، نظراً إلى صغر سنهم، وقلة تجربتهم وخبرتهم في الحياة، ونسعى من خلال هذه الدراسة إلى قياس مدى فهم الأسرة للمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها أبناؤهم عند استخدام الإنترنت، كما نحاول عبرها الوقوف على الوسائل التي يستخدمها أولياء الأمور لحماية أبنائهم من المخاطر التي يمكن أن يتعرضون لها”.
وأشارت مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل، إلى أن التعاون مع دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في تنفيذ هاتين الدراستين، يرجع إلى خبرتها الواسعة في مجال العمل الإحصائي في الشارقة، بجانب إيمان الحملة بضرورة توسيع دائرة شراكاتها مع مختلف المؤسسات والدوائر بهدف الوصول إلى أهدافها.
وسيتم طرح هاتين الدراستين عن طريق استبيان إلكتروني كأسلوب لجمع المادة العلمية، حيث ستساعد “إحصاء الشارقة” في تنفيذ المشروع من الناحية التقنية والفنية.
وفي إطار استعدادها لإطلاق هاتين الدراستين، نظمت حملة سلامة الطفل مؤخراً – بالتعاون مع أعضاء اللجنة العلميّة التابعة للحملة – ورشة تدريبية استهدفت 47 من الباحثين الذين سيشاركون في تنفيذهما.