أكد مسؤولون في إمارة الشارقة أن الدراسة الإحصائية التي نفّذتها إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، مؤخراً، حول الوعي المجتمعي بمفاهيم الأمن الإلكتروني للأطفال، توضّح مدى اهتمام الأسر في الإمارة بمتابعة أبنائها وتوفير البيئة المناسبة لهم لاستخدام شبكة الانترنت بشكل آمن يضمن لهم التعلّم والفائدة دون التعرّض للمخاطر.
وجاءت الدراسة تحت عنوان “الوعي المجتمعي للاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال من وجهة نظر أولياء الأمور في مدينة الشارقة”، حيث أشرفت على تنفيذها الإدارة بتوجيهات ودعم مباشر من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة.
وهدفت الدراسة إلى إظهار مدى وعي الأسرة بمفاهيم حماية الطفل إلكترونياً، كما كشفت عن أبرز الممارسات التي تقوم بها الأسر لضمان استخدام الأطفال للإنترنت بشكل آمن، حيث اعتمدت على استبيان استهدفت من خلاله عيّنة من المواطنين والمقيمين في مدينة الشارقة بلغ عددها 12,344 أسرة، خلال نطاق زمني امتد على مدى 14 شهراً في 2018 و2019.
توفير الإنترنت الآمن للأطفال أولوية
من جانبه، قال سعادة اللواء سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة: “إن حكومة الشارقة، وفي ظلّ قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، للمؤسسات الاجتماعية في الإمارة، تعمل باستمرار لترسيخ مكانتها كمركزٍ متميّزٍ لحماية الطفل، ودعما لهذا التوجّه تأتي دراسة إدارة سلامة الطفل بهدف قياس الوعي المجتمعي للاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال، التي ركزت على إيجاد طرق لحماية الطفل من مخاطر الإنترنت، وتوعية أولياء الأمور بتلك المخاطر، حيث أصبح توفير الإنترنت الآمن للأطفال، جزءاً كبيراً من المسؤولية المجتمعية للحكومة، التي وضعتها ضمن أولوياتها”.
وأضاف الشامسي: “سيكون للدراسة أثر كبير على مستوى الوعي لدى الأطفال وأولياء الأمور مستقبلاً، فعندما تتم دراسة الظاهرة من كل النواحي، وإيجاد الحلول المناسبة، ستكون النتائج مرضية من خلال تكاتف جهود الجهات المعنية بحماية الطفل، إلى جانب وجود الوعي الكامل والرقابة من قبل أولياء الأمور، ما سيجعل الإنترنت مكاناً أكثر أمناً وفائدة لهم”.
وثمّن الشامسي أهمية الدراسات التي من شأنها أن تسهم في بناء مجتمع آمن وسعيد وتعزز مكانة إمارة الشارقة في مؤشرات الأمن والأمان في نطاق فضائها المعلوماتي، لافتاً إلى أن تضافر جهود المؤسسات في طرح مشاريع ومبادرات تسهم في إيجاد بيئة إلكترونية آمنة للجميع، تعزز من جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع.
الدراسة تعكس نهج الشراكة بين مؤسسات الإمارة
بدوره، أكد الشيخ محمد بن حميد بن محمد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية: “تأتي أهمية هذه الدراسة في ظل الانتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي وتنامي مخاطر الألعاب الإلكترونية التي تشكل المصدر الأول لتسلية الأطفال، كما أنها تعمّق الحاجة إلى توفير رؤية كاملة حول وعي الأسرة في ما يتعلق بمفاهيم الأمن الإلكتروني وآليات التدخل التي يمارسها أولياء الأمور لحماية أطفالهم من مخاطر استخدام شبكة الإنترنت، حيث ستشكل مخرجات هذه الدراسة أساساً للخطط والتوجهات المستقبلية للمؤسسات المحلية المعنية بدعم الأسرة والطفل”.
وأشار الشيخ محمد بن حميد القاسمي إلى أن مشاركة الدائرة في إنجاز الدراسة عبر توفير قاعدة بيانات دقيقة حول وعي الأسرة بحماية الطفل إلكترونياً، يعكس نهج الشراكة القائم بين كافة مؤسسات ودوائر إمارة الشارقة للارتقاء بالخدمات المقدمة للجمهور، ويسهم في الوقت ذاته في تحقيق مهام وأهداف الدائرة في المشاركة بتنمية المجتمع عبر معرفة احتياجات أفراده في مختلف القطاعات.
توعية الجمهور بنتائج الدراسة والتوصيات
وقال سعادة محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: “حرصت الهيئة على دعم إدارة سلامة الطفل في إنجاز هذه الدراسة عبر تمكينها من الوصول إلى الشرائح المستهدفة، حيث قامت الهيئة بقنواتها وبرامجها المتخصصة بالتعريف بالمبادرة وتبيان أهميتها للأسرة والمجتمع، ودورنا مستمر من خلال توعية الجمهور بنتائج الدراسة والتوصيات التي توصلت إليها بهدف رفع وعي أولياء الأمور وإطلاعهم على أفضل الطرق التي تحمي أطفالهم من الاستخدام الخاطئ للإنترنت”.
وأوضح خلف أن الهيئة تواكب جهود مختلف المؤسسات والدوائر في إمارة الشارقة وتسعى لدعم برامجها وخططها التنموية خاصة فيما يتعلق بخدمة قضايا الأسرة وحماية وصون حقوق الأطفال باعتبارهم حجر الأساس الذي اختارته دولة الإمارات لاستكمال مسيرتها الحضارية، عبر تطوير محتوى مرئي ومسموع يستند إلى المهنية والتميز والحرية المسؤولة.
تعزيز السلامة الرقمية للأطفال
وأكدت سعادة الدكتورة خولة عبد الرحمن الملا، الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن هذه الدراسة جاءت في إطار مساعي المجلس ممثلاً بإدارة سلامة الطفل بتوفير قاعدة بيانات دقيقة عن مؤشرات الوعي لدى أولياء الأمور بالاستخدام الآمن لشبكات الإنترنت من قبل أبنائهم، والتي يمكن استخدامها وتوظيفها كمرجع خاص لعدد من الدوائر الرسمية والمؤسسات المعنية برعاية الطفل وحمايته في الإمارة والدولة، وذلك تنفيذاً لتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وبما يتماشى مع جهود دولة الإمارات وإمارة الشارقة التي تولي تعزيز السلامة الرقمية للأطفال أولوية قصوى انطلاقاً من التزامها الثابت بحماية أجيال المستقبل من جميع التأثيرات السلبية والمخاطر الناجمة عن ارتفاع وتيرة تواجدهم في فضاء العالم الافتراضي.
وأوضحت الملا إلى أن الكشف عن نتائج الدراسة في هذا التوقيت بالذات يشكل أهمية كبرى لارتباطه بجائحة “كوفيد-19” التي أدت إلى زيادة استخدام الأطفال لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واقترابهم بشكل أكبر من الأجهزة اللوحية الذكية، مشيرة إلى أن أهمية الدراسة تتمثل في تحفيز كافة الأطراف المعنية بضرورة الإسراع في وضع خطط وقائية محدّثة واتخاذ خطوات استباقية للحد من المخاطر المحتملة على الأطفال لما تضمنته من مخرجات توعوية حول مؤشرات ترتبط بالطرق التي يلجأ إليها أولياء الأمور لمراقبة أطفالهم على الإنترنت ومفاهيم السلامة الرقمية، بهدف العمل على حماية الأطفال من الإساءة والاستغلال، وتنشئتهم في كنف أسرة متماسكة بحيث يتمتعون بالصحة الجسدية والنفسية.
دور محوري للشركاء في تعميم نتائج الدراسة وتوظيفها
من جهتها، أشادت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالجهود التي بذلها شركاء الإدارة في سبيل إنجاح الدراسة وضمان وصولها إلى الجمهور المستهدف، ومؤكدةً على دورهم المحوري في الفترة المقبلة عبر تعميم النتائج وتوظيفها في الخطط والبرامج التي تستهدف الفئات المعنيّة.
وأضافت اليافعي “تضعنا التطورات التكنولوجية المتسارعة أمام الكثير من التساؤلات حول كيفية توفير بيئة رقميّة آمنة للأطفال، الأمر الذي دفعنا لإطلاق هذه الدراسة البحثيّة، حيث أكدت نتائجها أهمية مستوى وعي الأسرة بمفاهيم الأمن الإلكتروني وانعكاسات ذلك على أمن الأطفال إلكترونياً، كما سلطت الضوء على عدد من مؤشرات الحماية التي يجب الالتفات إليها ورفع الوعي بها بشكل أوسع بين فئات المجتمع”.
وختمت اليافعي: “نأمل في تنفيذ المزيد من الدراسات حول مختلف المواضيع التي تمسّ أمن وسلامة الأطفال، مواكبين بذلك التغييرات العالمية التي تؤثر على واقع الطفل والأسرة، من أجل إيجاد بيئة داعمة وآمنة للأجيال الجديدة تمكّنهم من الاستفادة مما يقدمه العالم الافتراضي من معارف ومعلومات بشكل آمن ومثالي”.