الدورة الثالثة لـ “حملة سلامة الطفل” تحصّن الأجيال الجديدة من مخاطر الإنترنت

أعلنت حملة سلامة الطفل صباح أمس خلال مؤتمر صحفي عقد في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، عن انطلاق المرحلة الثالثة من الحملة تحت شعار “صغارنا آمنون إلكترونياً”، مستهدفة بذلك الأطفال، وأولياء الأمور، والكوادر المدرسية، والمختصين، لتفعيل دور المؤسسات المجتمعية في تعميم رسالة الحملة وتحقيق أمن وسلامة الطفل الإلكترونية.

وكشف المؤتمر الذي قدمه أصغر إعلامي إماراتي، الطفل مايد المر، عن أهداف الدورة الثالثة، حيث بيّن المتحدثون أن الحملة تسعى إلى نشر الوعي بأهمية الحفاظ على سلامة الأطفال على الإنترنت، وتعزيز الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لسرعة وسهولة انتشار المواقع الإلكترونية، وإقبال الكثير من الأطفال على استخدامها.

وجاء المؤتمر بمشاركة القيادة العامة لشرطة الشارقة، وبرنامج خليفة لتمكين الطلاب “اقدر”، والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، وبحضور كل من سعادة خولة الملا، رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسعادة خميس بن سالم السويدي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وسعادة راشد الكوس، مدير عام ثقافة بلا حدود، ومحمد ناصر الهزاع، مدير عام مدينة الإمارات الصناعية، وعددٍ من ممثلي الوسائل الإعلامية، والصحفية، والحضور المتابعين.

وتلقى الحملة دعماً كبيراً من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، حيث بعثت رسالة إلى جميع الأفراد والأسر، والمؤسسات الرسمية والخاصة بالتزامن مع إطلاق الدورة الثالثة للحملة، قالت فيها: “علمتنا التجارب الإنسانية الطويلة، أن المستقبل رهين الحاضر ومتغيراته، وليس أمامنا سوى أن نكون مخلصين لراهننا، وحريصين على النهوض به، فما تسعى له حملة سلامة الطفل، منذ انطلاقها إلى اليوم، هو بناء مستقبل بلادنا، وتحضّر مجتمعاتنا، فأطفال اليوم، هم بناة الغد، وحاملو رسالته، الذين نعلق طموحاتنا على جهودهم، ومعارفهم، ورؤاهم، فكونوا للمستقبل صانعين، وحافظوا على سلامة أبنائه، واحموا أحلامهم”.

وأضافت: “إن مسؤولية رعاية الأطفال وحمايتهم بدنياً، وذهنياً، ونفسياً، ليست واجب الآباء والأمهات، وحسب، وإنما هي واجب كل فرد وكل مؤسسة تربوية، واجتماعية، وثقافية في بلادنا، فكل ما نزرعه في أطفالنا نجني غداً ثماره، علماً، وحضارة، وريادة”.

وأكدت أنه “لا تمثل العناية بالأطفال وحمايتهم، توفير بيئة آمنة لهم، وتمكينهم من وسائل المعرفة والعلم وحسب، وإنما تعني حماية وأمان المجتمع بأسره، فسلامة الأطفال من سلامة الأمهات، وما الأم إلا عماد الأسرة، وركيزتها التي نعيش في كنفها آمنين وسالمين، فكونوا للمستقبل بناة، وللراهن داعمين”.

وقالت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس لشؤون الأسرة ورئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل: ” تأتي الدورة الثالثة للحملة، تتويجاً للنجاح الذي حققته في الدورتين الماضيتين، إذ ظلت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تمنحنا كل الدعم والرعاية والثقة، لنحقق إنجازات كبيرة، وصلنا فيها إلى تغيير في حياة الأطفال واليافعين، وزدنا من حرص أولياء أمورهم على صحتهم وسلامتهم”.

وأوضحت أن “الدورة الجديدة تنطلق تحت شعار “صغارنا آمنون إلكترونياً”، لتعزيز مفاهيم الحفاظ على أطفالنا من المخاطر المتمثلة في العالم الإلكتروني، والاستخدام الأمثل للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تشكل هذه الدورة استمراراً لما بدأنا به من بناء الطفل، وسنعلن اليوم عن إطلاق الهوية الجديدة للحملة، بما يخدم أهداف الدورة الحالية، ورؤية الحملة المستمرة”.

وبينت أن الشعار البصري الجديد للحملة “يجسد المعنى الحقيقي للتوازن بين حب الطفل للاستطلاع والاكتشاف وبين الرقابة والتوجيه الذي يجب على الأهل اتباعها لحماية صغارهم من جميع المخاطر التي قد تواجههم في حياتهم اليومية، ولا سيما على شبكة الإنترنت”.

وأكد العميد سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة: “ظلت القيادة العامة لشرطة الشارقة حريصة على المشاركة في فعاليات حملة سلامة الطفل منذ اللحظة الأولى لانطلاقها، حيث يتكامل دور الحملة مع جهات مختصة في القيادة، فتتحمل الشرطة المجتمعية جهداً كبيراً في تعزيز ثقافة المجتمع حول سلامة الأطفال على الإنترنت”.

وبيّن الزري أن القيادة أطلقت العديد من المبادرات والمشاريع ضمن جهودها الساعية لتعزيز الثقافة المجتمعية بسلامة الأبناء وحمايتهم من المخاطر على مختلف المستويات، كان أبرزها مبادرة “الثقافة الأمنية” التي توجهت فيها إلى المدارس وأولياء الأمور، وتوسعت المبادرة بعد أن تبنتها وزارة الداخلية بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله”.

وقال المهندس غيث المزينة، مدير شؤون الأعمال بالفريق الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: “انطلاقاً من دورها في نشر الوعي بأمن المعلومات، وسبل الاستخدام الآمن للإنترنت، تشارك الهيئة في الدورة الثالثة من حملة سلامة الطفل. وتأتي هذه المشاركة تعبيرًا عن مدى حرص الهيئة على توفير بيئة إلكترونية آمنة للأطفال”.

وأضاف: “إن مرحلة الطفولة تعد من أهم مراحل نمو الإنسان وبناء قدراته وثقافته المعرفية، ويجب على جميع أفراد المجتمع التعاون في سد الثغرات التي قد يستطيع من خلالها ضعاف النفوس التأثير على الأطفال في هذه المرحلة العمرية”.

وبين المزينة حجم مشاركة الهيئة ودعمها بتنظيم مختلف البرامج والأنشطة، موضحاً أنها تتضمن ورش عمل تعليمية للأطفال في المخيمات الصيفية والمدارس، وورش توعوية لموظفي الدوائر المحلية في الشارقة، ومحاضرات عامة تستهدف توعية أولياء الأمور في مختلف مناطق الإمارة، إضافة إلى العمل مع الشركاء على إيجاد حلول متطورة وتطبيقات ذكية لحماية الأطفال من مختلف المخاطر التي قد تواجههم على الأجهزة الذكية وشبكة الإنترنت.

وبدوره قال الملازم أحمد زايد البوسعيدي، ممثل برنامج خليفة لتمكين الطلاب “اقدر”: “استطاع برنامج خليفة عبر التزامه برؤية واضحة، وخطط استراتيجية مدروسة أن ينفّذ العديد من المبادرات والحملات ضمن جهوده في تدعيم ثقافة المجتمع بالمخاطر التي يتعرض لها الأطفال، فنفذنا 159 ألف ورشة تدريبية في المدارس والجامعات من العام 2015 وحتى اليوم”.

وأضاف “إلى جانب ذلك، نظمنا مسابقة إلكترونية للأطفال، هدفها تعزيز التوعية بمخاطر الإساءة الإلكترونية، وأطلقنا مشروع “المدرسة الآمنة” الذي بدأت خطواته الأولى هذا العام باستهداف عشر مدارس، لقياس مدى جاهزيتها أمنياً، وتنطلق مرحلته الثانية باستهداف 100 مدرسة”.

ولفت إلى أن البرنامج لا يسعى إلى التوعية بضرورة سلامة الأطفال، والكشف عن المخاطر التي تواجههم وحسب، وإنما يعمل على إطلاع طلبة المدارس والجامعات على القوانين والتشريعات المتّبعة في الدولة فيما يتعلق بقضايا الاعتداء أو الإساءة للأطفال إلكترونياً.

واُختتم المؤتمر بورشة نموذجية نظمها الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات لطلبة المدارس، بهدف تعريفهم بالأساليب والتقنيات التي تمكّنهم من حماية أنفسهم خلال استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت، وتوعيتهم بالأساليب التي يجب اتباعها في حال تعرضهم لمحتوى إلكتروني مسيء، وغير أخلاقي.