“سلامة الطفل” تطلق مبادرة “سفراء الأمن الإلكتروني”

احتفاءً بيوم الطفل الإماراتي، أطلقت إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، مبادرة “سفراء الأمن الإلكتروني”، بهدف تمكين الطلبة اليافعين في إمارة الشارقة بالمهارات اللازمة ليصبحوا قادرين على إرشاد وتوجيه أقرانهم وزملائهم حول أفضل الممارسات الآمنة لتقنيات الفضاء الإلكتروني.

وتم إطلاق المبادرة بالشراكة مع كل من الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ووزارة تنمية المجتمع، وبرنامج خليفة للتمكين – أقدر، والقيادة العامة لشرطة الشارقة.

جاء ذلك خلال حفل خاص نظمته إدارة سلامة الطفل يوم أمس (الأربعاء) في مقر مفوضية مرشدات الشارقة، بحضور عدد من المتخصصين في مجال الطفولة، و85 من الأطفال المرشّحين للمبادرة، حيث تعرّفوا على أهدافها ومفاهيم حقوق الطفل، كما شهد الحفل فعاليات وأنشطة وألعاب وتوزيع هدايا ترفيهية وتعليمية.

وتضمن الحفل كلمة للطفل راشد الطنيجي من مركز الناشئة في الذيد، ونبذة عن مبادرة سفراء الأمن الإلكتروني قدمتها هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل، فيما عرض تفاصيل المادة العلميّة الخاصة بالمبادرة ومعايير اختيار السفراء المهندس عادل المهيري، المدير التنفيذي لشؤون تنظيم الأمن الإلكتروني في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، واختتم الحفل بكلمة للأستاذة إيمان حارب الفلاحي مدير إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع تناولت فيها حقوق الطفل ومسؤولية السفراء.

وتستهدف المبادرة في مرحلتها الأولى منتسبي مراكز “أطفال الشارقة”، و”سجايا فتيات الشارقة”، و”ناشئة الشارقة”، التابعين لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، بالإضافة إلى “مفوضية مرشدات الشارقة”، و”مدينة الشارقة للخدمات الإنسانيّة”، من الفئة العمرية التي تتراوح بين 11 إلى 18 عاماً.

وتسعى إدارة سلامة الطفل عبر هذه المبادرة إلى رفع الوعي الإلكتروني لدى اليافعين من مواطني ومقيمي الدولة حول القضايا المتعلقة بالأمن الإلكتروني، من خلال تدريبهم، وتحسين مهاراتهم في النقاش والتقديم أمام الجمهور، ليصبحوا قادرين على نقل معارفهم إلى أقرانهم بأسلوب مفيد يزيد من مستوى الوعي لدى الجيل الجديد بمخاطر الاستخدام الخاطئ للفضاء الإلكتروني.

وفي كلمة لها خلال الحفل، قالت هنادي صالح اليافعي: “تندرج هذه المبادرة في إطار حرصنا على ترسيخ مفاهيم الأمن الإلكتروني لدى الأطفال، حيث تركز على الأساليب التفاعلية الجديدة في رفع الوعي لديهم في مختلف الجوانب المتعلقة بالأمن الإلكتروني، كما أنها تعزز من دورهم ومسؤوليتهم تجاه أنفسهم ومجتمعهم، إذ نؤمن أن الأطفال واليافعين ليسوا متلقين ومتعلمين فحسب، وإنما يمكنهم أن يكونوا شركاء في نقل المعلومة وتعزيز وعي أقرانهم”.

وأضافت اليافعي: “أردنا إطلاق هذه المبادرة في يوم الطفل الإماراتي لنقول إننا معنيون دائماً بتوفير مقومات الحياة الآمنة والمستقرة لكل طفل في الإمارات، من خلال برامج وفعاليات توعوية وتثقيفية تهدف إلى صون حقوق الأطفال، بما ينسجم مع رسالة إمارة الشارقة، باعتبارها صديقة للأطفال واليافعين”.

وبدوره أشاد المهندس عادل المهيري بالتعاون والشراكة المستمرة مع إدارة سلامة الطفل، فيما يتعلق بتبني وإطلاق المبادرات النوعية، وتنظيم الأنشطة التي تعنى بالأطفال واليافعين، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة واستراتيجية إمارة الشارقة وتوجهاتها نحو تمكين الأطفال في مختلف المجالات، لا سيما تمكين مهاراتهم في التعامل مع الواقع الافتراضي.

وأكد المهيري أهمية المبادرة ودورها في حماية الأطفال إلكترونياً من خلال تفعيل الممارسات الآمنة، ورفدهم بالأدوات اللازمة التي تتيح لهم الولوج إلى شبكة الإنترنت واستخدامها بصورة آمنة، مشيراً إلى أن المبادرة ستسهم في الحد من ظاهرة التنمر الإلكتروني، وفي تصحيح الممارسات الخاطئة لدى الأطفال والتي قد تؤدي إلى تعرضهم لمحتوى غير لائق، فضلاً عن تجنيبهم مخاطر التشويش الفكري.

من جانبها قالت إيمان حارب الفلاحي: “إن تعاوننا مع إدارة سلامة الطفل في الشارقة ينسجم مع رؤية وزارة تنمية المجتمع في الحفاظ على مجتمع متلاحم مسؤول ومشارك في التنمية الاجتماعية، ولا شك في أن رعاية حقوق الطفل في الإمارات تمثل أولوية في عمل الوزارة فالمجتمعات كي تزدهر وتنمو عليها أن توفر الأمان والاستقرار لأطفالها وأجيالها الصاعدة.

واعتبرت إيمان حارب أن مبادرة “سفراء الأمن الإلكتروني” تشكل خطوة متقدمة في التوعية من مخاطر الاستخدام العشوائي للفضاء الإلكتروني ، منوهة بأهمية المبادرة في إشراك الأطفال واليافعين في عملية التطوير والتنمية.

آلية العمل
وتتضمن المبادرة تدريب الفئات المستهدفة باستخدام المواد المتخصصة، والتعليم الذاتي بشأن مخاطر أمن المعلومات، ومساعدتهم في تصحيح المعلومات المغلوطة، وتقييم مستوى الطلبة بعد انتهاء التدريب وفق آليات خاصة، واختيار أفضل 20 شاباً وشابة فقط للانضمام إلى المبادرة رسميّاً ليقدموا الورش التدريبية لأقرانهم في مؤسسات رعاية الطفل، والمدارس الحكوميّة والخاصة.

وتنطلق مرحلة التدريب والتقييم الأولي للمشاركين في شهري مارس وأبريل المقبلين، فيما يتم اختيار أفضل الطلبة الذين اجتازوا مراحل التدريب والتقييم والاختبار في يونيو المقبل.

معايير التقييم
وتستند خطة التقييم على قياس قدرات ومهارات التقديم لدى المشاركين، وتقييم مهارات النقاش ومساعدة الطلبة، بالإضافة إلى الحصول على ردود فعل ممتازة في تقييم المناقشة كالسلوك والتقديم والعرض والنقاش، والحصول على درجة أعلى من 95% في التقييم العام.

وحددت اللجنة القائمة على المبادرة والمكونة من ممثلين عن إدارة سلامة الطفل والشركاء في الجهات المحلية والاتحادية، عدداً من الشروط والمعايير للراغبين في خوض هذه التجربة، حيث يشترط أن يكون المشارك ذو سيرة حسنة، ويمتاز بالأخلاق الحميدة، وأن يجيد فن الإلقاء والحوار مع الجمهور، وأن يكون ذو كفاءة وقدرة على إعداد وعرض محتوى تعليمي يصلح للتقديم إلى الجمهور، بالإضافة إلى موافقة ولي الأمر على ظهور المشارك إعلامياً، حيث سيظهر على شبكات التواصل الاجتماعي، والمؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة.

كما تشترط المبادرة أن يلتزم المشارك بانضمامه لمدة 3 سنوات، وأن يقوم بتنفيذ ورش للجمهور حسب الفئة العمرية التي تناسبه، وأن يقدم عدداً معيناً من الورش حتى نهاية عام 2019، بحيث لا تقل عدد الورش التي تقدمها الفئة العمرية من (13-18) عاماً عن 10 ورش، فيما تقدم فئة الأطفال من (10 -12) عاماً 5 ورش.