“سلامة الطفل” تدرّب ممرضي المدارس على أساليب اكتشاف تعرض الصغار للإساءة الجسدية

نظمت إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بالتعاون مع وزارة الداخلية ورشتين تدريبيّتين لـ170 ممرضاً من العاملين في المدارس الحكومية والخاصة، والحضانات والجهات التي تقدم خدمات التمريض في مؤسسات رعاية الطفل والأندية الرياضية، تناولت أساليب التعرف على حالات تعرض الأطفال للإساءة أو الاعتداء.

وتعرّف المشاركون خلال الورشتين على آلية عمل الجهات المختصّة في استقبال ومعالجة حالات الإساءة الجسدية للأطفال، كما اطلعوا على القوانين المحلية، وأهم الجهات المعنية بحماية الطفل في الإمارات، وأنواع ومؤشرات إساءة معاملة الأطفال، إلى جانب تبيان الخصائص التي تزيد من سوء معاملة الصغار.

وأقيمت الورشتان على مدار يومين، الأولى استهدفت الممرضين الناطقين بالعربيّة، وقدّمها الرائد عبيد المنصوري، رئيس قسم التوعية والوقاية والإرشاد بمركز وزارة الداخليّة لحماية الطفل، والثانية استهدفت الممرضين المتحدثين بالإنجليزية، وقدمتها سيندي داوود، مستشارة حماية الطفل.

واستعرضت الورشتان اللتان جاءتا استكمالاً لأهداف دورة الإساءة للأطفال التي أطلقتها “سلامة الطفل” في العام 2015، كيفية الرد على التقارير والشكوك حول الإساءة الجسدية، والجنسية، والعاطفية، وإهمال الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من الذين يعيشون أو يزورون دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأوضح المدرّبان أن القوانين المتعلقة بحماية الطفل في دولة الإمارات، تنسجم مع اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الطفل، حيث أكدا أن المادة رقم 1 من اتفاقية الأمم المتحدة التي تعرّف الطفل، بالإنسان الذي يقل عمره عن 18 عاماً تتسق مع قانون دولة الإمارات لحقوق الطفل (وديمة) رقم 3 لعام 2016 الذي ينص على أن الطفل هو كل إنسان دون سن 18 عاماً.

وتناولت الورشتان القوانين الدولية والمحلية، وعقوبات قانون حقوق الطفل (وديمة)، كما استعرضتا دور إدارة التحقيقات والمباحث الجنائية ومسؤوليتها عن التحقيق في حالات حماية الأطفال ذات المخاطر الأعلى التي تقسم إلى أربعة أقسام هي الاعتداء أو الإساءة الجسدية، والاعتداء الجنسي أو الاستغلال الجنسي، وسوء المعاملة العاطفية أو الاعتداء العاطفي، وأخيراً الإهمال.

وتوقفت الورشتان عند دور المؤسسات التعليمية، وأولياء أمور الطلبة في التصدي لسلوك أطفالهم غير المناسب والعنيف، وحل القضايا التي لا تدخل في نطاق سوء معاملة أقرانهم كالتنمر والشجار، الذين يتطلبان متابعة من الإدارة المدرسية وأعضاء هيئة التدريس.

وقالت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل: “نحرص على تعزيز العمل المؤسسي المشترك الذي يجمع الهيئات المعنية بحماية الطفل وسلامته، من هنا يترجم تعاوننا مع وزارة الداخلية في تنظيم هذه الورشة توجهات الإدارة في تعزيز أطر التعاون مع الجهات المختصة لزيادة الوعي بين مختلف أفراد المجتمع حول القوانين التي تتعلق بسلامة الطفل، وصولاً إلى مجتمع يحظى فيه الأطفال من مختلف الجنسيات بالقدر الكافي من الوعي الذي يتيح لهم معرفة حقوقهم، والتعامل مع الإساءة بوعي”.

وأضافت: “خصت الورشة عدداً من الممرضين العاملين في المدارس الحكومية والخاصة، والحضانات، نظراً لأهمية المكان الذي يعملون فيه، وتواصلهم المباشر مع الأطفال بشكل يومي، مما يتطلب رفد خبراتهم بالمعارف اللازمة للتعامل مع الأطفال، وتعريفهم بأبرز أعراض الإساءة التي قد تظهر على جسد الطفل، فضلاً عن استعراض القوانين والعقوبات التي تتعلق بقضايا الإساءة للطفل”.