من خلال مبادراتٍ وورش عمل ومشاركاتٍ مكثّفة في فعاليات متنوّعة ”سلامة الطفل“.. حلولٌ استباقية ووقائية لمكافحة التنمّر

بالرغم من قِدم “التنمّر”، إلّا أنّه وفي السنوات القليلة الماضية، كثُرَ الحديث عنه وعن آثاره السلبية والمدمّرة على المجتمع والطفل تحديدًا، حيث أتاحت الثورات المتسارعة في التقنية والاتصالات للتنمّر، وإعادة إنتاج نفسه في أشكالٍ جديدة، أبرزها التنمّر الإلكتروني.

وتكمن خطورة التعرّض للتنمر في الطفولة، في أنّه لا يقف عند هذه المرحلة، بل يترك أثرًا وعلامةً تظل ترافق الشخص المُتنمَّر عليه، وتنعكس في صفاته وسلوكياته عند كِبَرِه، لتؤثّر سلبًا عليه وعلى الآخرين.

وتقول هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة: “أدركنا أنه لا يمكن ترك أبنائنا فريسةً للتنمّر، وأنه يتوجّب القيام بحلولٍ وقائية واتخاذ إجراءاتٍ استباقية. لذلك قمنا بتنفيذ مجموعة من المبادرات، خلال العام السابق لمكافحة هذا الظاهرة”.

وتضيف: “من أبرز هذه المبادرات، مجموعة ورشٍ تثقيفية حول التنمر، ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر، كما أطلقنا مبادرة )سفراء الأمن الإلكتروني(، تزامناً مع يوم الطفل الإماراتي، بالشراكة مع كل من الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ووزارة تنمية المجتمع، وبرنامج خليفة للتمكين – أقدر، والقيادة العامة لشرطة الشارقة”.

وتتابع: “وخلال مشاركة الإدارة في فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان ضواحي، قدّم منتسبو (سفراء الأمن الإلكتروني)، بعد اختيارهم وتدريبهم على مدار عدة أشهر، ورش عمل حول التنمّر والأمن الإلكتروني”.

وتؤكد اليافعي، حرص الإدارة على استثمار كافة الفعاليات الثقافية المميّزة التي تزخر بها الشارقة، حيث نظّمت في النسخة الـ38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ورشة تفاعلية تم تعريف الأطفال خلالها بمفهوم التنمر باستخدام الألعاب التفاعلية والتركيز على القيم الإيجابية وترسيخها لديهم.

وتبيّن اليافعي، أنه خلال مشاركة إدارة سلامة الطفل في فعالية “مخرج 88 للمأكولات والتسوق”، تم تقديم مجموعةٍ من الورش التوعوية المتنوعة الموجّهة إلى جميع أفراد العائلة، ركزنا خلالها على مضاعفة الوعي لدى الآباء والأمهات المشاركين وتثقيفهم حول مواضيع متنوعة، من بينها التنمّر.

وتؤكّد مدير إدارة سلامة الطفل، أن العام الحالي سيحمل مزيدًا من المبادرات والبرامج التوعوية وورش العمل التثقيفية، الموجهة إلى الأطفال وأسرهم، لتشكّل مجتمعةً حائط صدٍ ضدّ أيّ عوامل ومؤثّرات تسهم في تغذية التنمرّ أو أي أفكارٍ دخيلة على مجتمعنا تتسامح مع ثقافة التنمّر والمتنمّرين.