”سلامة الطفل“ تلتقي مسؤولي مركز ”بارناهوس“ ستوكهولم استعداداً لإطلاق بيت الطفل في الشارقة ” كنف“

خلال اجتماع عقد (عن بعد) ضمن الخطوات التحضيرية لإنشاء مركز “كنف”

هنادي اليافعي: “كنف” سيحدث فرقاً حقيقياً في حياة الأطفال ضحايا الإساءة الجسدية والجنسيّة في الشارقة

للنشر الفوري
الشارقة، 30 أغسطس 2020

عقدت إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، اجتماعاً (عن بعد) مع مسؤولين من مركز “بارناهوس” في العاصمة السويدية ستوكهولم المتخصص بعلاج حالات الأطفال ضحايا الإساءة الجسديّة والجنسيّة، للاستفادة من أفضل الممارسات المتبعة في نموذج مركز “بارناهوس” استعداداً لإنشاء بيت الطفل “كنف”، وهو مركز متعدد التخصصات معنيّ بخدمة وعلاج الأطفال الذين تعرضوا للإساءة وحمايتهم.

وحضر الاجتماع كل من هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل، ونهلة حمدان السعدي، رئيس المبادرات والأنشطة بإدارة سلامة الطفل، وعدد من كوادر الإدارة، وآنا فريبرغ، مدير مركز “بارناهوس” ستوكهولم، وماريا غوروش، قائدة مجموعة ومحققة في الشرطة، بهدف تبادل الأفكار والممارسات حول تأسيس مركز “كنف”.

ويعتبر مشروع بيت الطفل “كنف” مماثلاً لنموذج مركز “بارناهوس” الذي انطلق من آيسلندا عام 1998، لخدمة وعلاج الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، كما سيعمل “كنف” على تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات المعنيّة بتوفير خدمات العلاج للأطفال المعنّفين ودعم العائلات ومقدمي الرعاية ومساندتهم خلال رحلة العلاج الصعبة.

وكانت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، قد وجهت إدارة سلامة الطفل بتأسيس مركز “كنف” في أبريل الماضي، لتوفير خدمات الدعم والحماية للأطفال ضحايا الإساءة الجسدية والجنسية.

وجاء تأسيس بيت الطفل “كنف” عقب زيارة أجرتها سموها لمركز “بارناهوس” ستوكهولم عام 2015، تلتها زيارة ثانية جمعت وفداً من ممثلي مؤسسات حماية الطفل في الشارقة عام 2018 لتقييم العناصر الأساسية لنموذج المركز وآلية عمله.

وعرّفت هنادي صالح اليافعي فريق عمل بارناهوس بمشروع “كنف” وأهدافه والخدمات التي سيقدمها للفئة المستهدفة من الأطفال حتى عمر 18 عاماً من جميع الجنسيات والديانات، وأوضحت أن “كنف” يضم جهات أربع مختصة بمتابعة ومعالجة الحالات، وهي: دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة – إدارة حماية حقوق الطفل، والقيادة العامة لشرطة الشارقة – إدارة التحريات والمباحث الجنائية وإدارة الدعم الاجتماعي، إدارة الطب الشرعي بالشارقة، ونيابة الشارقة الكلية.

وقالت هنادي اليافعي، مديرة إدارة سلامة الطفل: “يأتي اجتماعنا الثاني مع زملائنا في “بارناهوس” حرصاً منا على الاستفادة من خبراتهم لتأسيس بيت الطفل (كنف) في الشارقة، والذي يترجم رؤية قيادة إمارة الشارقة الرامية إلى حماية حقوق الأطفال في الإمارة، وضمان رفاهيتهم وسلامتهم حتى بلوغهم سن الرشد، وسيكون المركز إنجازاً نوعياً من شأنه إحداث فرق حقيقي وإيجابي في حياة الأطفال والشباب ضحايا الإساءة والعنف، وتوفير بيئة آمنة وداعمة تقدم لهم كافة أشكال المساندة والحماية”.

وأكدت اليافعي أن الاجتماع قدم فرصة مثالية أمام الإدارة للتعرف على ممارسات حماية الطفل المتبعة في مركز “بارناهوس” والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في مواجهة التحديات في هذا المجال، مشيرةً إلى أهمية الانفتاح والشفافية في تفعيل مهمة المركز والارتقاء بخدماته.

وقالت آنا فريبرغ، مدير مركز “بارناهوس” ستوكهولم: “يسرنا أن نشارك في هذه المسيرة التنموية في إمارة الشارقة، ونتطلع إلى وضع خبراتنا بين يدي الجهات المعنية لمساعدتها على تأسيس مركز يحاكي نموذج “بارناهوس”، الأمر الذي نعتبره خطوة إيجابية ونوعية تعزز جهود الإمارة من أجل حماية الأطفال ضحايا العنف والإساءة وتوفير بيئة داعمة ومريحة لهم.”

وأوضحت فريبرغ خلال الاجتماع أن مركز بارناهوس قد تمكن من الوصول إلى الأطفال ضحايا الاعتداء عبر دائرة الخدمات الاجتماعية ستوكهولم التي تتواصل بدورها مع المدارس ومراكز الشرطة في الدولة، مؤكدةً أن المركز يتبنى معايير صارمة في توظيف العاملين لديه حيث يتم تدريبهم وتأهيلهم قبل الانضمام إلى فريق العمل الذي يشمل أفراداً من الشرطة، وأطباء، وممرضات، وعلماء اجتماع، وعلماء نفس، وأخصائيين اجتماعيين من أصحاب الخبرة في مجال رعاية الأطفال الذين تعرضوا للإساءة والعنف.

وأوضحت غوروش بدورها أن بارناهوس ستوكهولم يعقد اجتماعات دورية مع خبراء من مختلف الاختصاصات لمناقشة القضايا، وتحديد مواعيد المقابلات مع الطبيب الشرعي، إذا لزم الأمر، ومتابعة كل حالة بصورة منفصلة ووضع جدول زمني للعلاج.

كما تبادل الطرفان الأفكار حول المعايير والخدمات التي ينبغي توفيرها للأطفال في غرف المقابلات، وإجراءات قبول الأطفال في المركز، واستعرضا المعايير الوطنية السويدية لتوفير بيئة صديقة للأطفال والتي تتضمن تصميم مبانٍ مفتوحة وواسعة تضمن لهم الراحة والرفاهية.

ونظراً لتزايد أعداد الأطفال ضحايا العنف والإساءة الذين يستقبلهم مركز “بارناهوس” كل عام منذ تأسيسه، تم افتتاح مراكز أخرى في عدة دول مثل السويد والنرويج وغرينلاند والدنمارك، وهناك خطة لافتتاح مراكز أخرى في كل من فنلندا وليتوانيا.