”سلامة الطفل“ تحذر من ”الإدمان الإلكتروني“ وتدعو أولياء الأمور لتصميم مخيم صيفي للصغار في المنزل

خلال جلسة عقدت (عن بعد) بحضور أكثر من 390 شخص

للنشر الفوري،
الشارقة، 6 يوليو 2020

أكّد مختصّون في مجال رعاية وحماية الطفل أن بإمكان الأسر تصميم وتنفيذ برنامج متكامل لمخيّم صيفيّ مليء بالمتعة والفائدة في المنزل، بمشاركة جميع أفراد الاسرة، وذلك خلال جلسة نظّمتها إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة أمس الأول، بالتعاون مع الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات ودائرة القضاء في أبوظبي، وأطفال الشارقة، بعنوان “مخيّمنا الصيفي في المنزل” عبر وسائل التواصل المرئي.

وأكد متحدثو الجلسة، التي جاءت بحضور أكثر من 390 شخصاً من أولياء الأمور والتربويين وعدد من الأطفال، على أهمية استثمار أوقات فراغ الأطفال بأنشطة مفيدة وعدم الاعتماد على انشغال الأطفال بالألعاب الإلكترونية التي قد تؤدي إلى الإدمان الإلكتروني.

واستضافت الجلسة كلاً من هند البدواوي، مستشارة نفسية بدائرة القضاء في أبوظبي، والمهندس عبد العزيز الزرعوني، قائد فريق تطوير قدرات وأعمال الأمن السيبراني بالهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ونورة الشامسي، مدير إدارة رعاية الأطفال بالإنابة في “أطفال الشارقة”، فيما أدارت الجلسة هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة.

وناقشت الجلسة أهمية تعزيز علاقة الوالدين بالطفل من خلال الأنشطة المتنوعة، وكيفية توجيه الأطفال حول الاستخدام الإلكتروني الآمن واختيار الألعاب المناسبة لهم، كما تطرقت إلى بعض الطرق التي يمكن أن تتبعها الأسر لإنشاء مخيّم صيفي متكامل لأطفالهم في المنزل.

وقالت هنادي صالح اليافعي: “تنطلق أهمية الجلسة من تناولها بعض التحديات التي تلامس العائلة مع قدوم فصل الصيف، وانتهاء فترة التعليم عن بعد للعام الدراسي الحالي، حيث يتساءل الكثير من الأهالي كيف سيتمكنون من استغلال هذه العطلة واستثمار وقت فراغ أطفالهم في أنشطة مفيدة وممتعة مع الحفاظ على سلامتهم الجسدية والنفسية، إذ اعتادت الكثير من الأسر تسجيل أطفالها في البرامج والمخيمات الصيفية سابقاً، ولكن هذا العام، فإن العديد من هذه الأنشطة تنظّم افتراضياً، أو بشكل محدود حفاظاً على سلامة الأطفال، والتزاماً بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا المستجد”.

وبدوره عرّف المهندس عبد العزيز الزرعوني الحضور بمفهوم الإدمان الإلكتروني باعتباره مرضاً سلوكياً بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، وذلك بسبب السلوكيات والعادات السلبية التي تظهر على الأشخاص الذين يدمنون على الألعاب الإلكترونية لساعات طويلة فتصبح محور حياتهم، وأهم من واجباتهم اليومية، كما تؤثر على نفسيّتهم وتفقدهم الثقة بأنفسهم وصِلتهم بالعالم الخارجي، لتنحصر حياتهم حول العلاقات الوهميّة في الألعاب.

ووجّه الزرعوني أولياء الأمور إلى ضرورة اختيار الألعاب المناسبة لأطفالهم حسب فئاتهم العمرية، فلكل لعبة تصنيف عمريّ محدد، بحسب نظام التصنيف الأوروبي أو الأمريكي، أو حتى التصنيف الإماراتي الذي يتماشى مع العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، كما وجّه بضرورة تفعيل خاصيّة التحكم الأبوي على الأجهزة الذكية، التي تساعد أولياء الأمور على تحديد المدة الزمنية لاستخدام الجهاز، والمواقع المناسبة للفئة العمرية المختارة لحماية الأطفال من المحتوى الإلكتروني الضار وغير المناسب.

ومن جانبها تحدثت المستشارة هند البدواوي، حول أهمية تعزيز العلاقة بين الطفل وأولياء الأمور وقالت: “يجب على أولياء الأمور أن يبقوا على تواصل مستمر مع أطفالهم، ويشاركوهم هواياتهم، ويستغلوا الوقت الحالي في تنظيم أنشطة متنوعة تسعدهم وتثري مهاراتهم، بالإضافة إلى مشاركتهم في اللعب الإلكتروني، حتى لو لم يكونوا راضين عن الألعاب التي يختارها أطفالهم فمن خلال اللعب معهم سيساعدهم ذلك على التقرب منهم، والاطلاع على نوعية الألعاب التي يلعبونها وتوجيههم بالشكل المطلوب”.

وحذّرت البدواوي الأهل من تعرّض أطفالهم إلى أي نوع من الابتزاز أو التصيد الإلكتروني، وكيفية التعامل في مثل هذه الحالات، والتي تكون أولاً بتقبل الأهل للمشكلة وعدم لوم الطفل أو الصراخ عليه، فأولياء الأمور هم جزء من هذه المشكلة التي تعرض لها الطفل، إما بسبب عدم المتابعة أو إعطائهم مساحة أكبر من اللازم للعب، فيجب تقليل المدة المسموح بها ومراقبتهم بشكل دائم، وإذا لم يستطع الأهل احتواء المشكلة وحلها داخل المنزل، فهناك عدد من الجهات المعنية بسلامة الطفل ومحاربة الجرائم الإلكترونية التي يمكن التواصل معها لحل المشكلة.

وأكدت البدواوي ضرورة معالجة الطفل من الصدمة بعد حصول حادثة ابتزاز إلكتروني لإخراجه من الشعور بالذنب والخوف نتيجة تعريض نفسه وأهله لخطر لم يكن يدرك عواقبه، فالأهل هم القادرون على مساعدته للخروج من هذه الصدمة وإعادة ثقته بنفسه، كما يمكن اللجوء إلى أخصائيين تربويين ونفسيين لمساعدة الطفل للخروج من هذه الأزمة.

وللحديث حول كيف يمكن للأسر تصميم وتطبيق برنامج صيفي متكامل لأطفالهم داخل المنزل، قالت الأستاذة نورة الشامسي: “يمكن للوالدين في البداية عقد اجتماع بسيط مع أفراد الأسرة، أو جلسة عصف ذهني، والطلب من الأطفال مسبقاً تجهيز قائمة بالأشياء التي يرغبون بعملها خلال فترة الصيف في المنزل، التزاماً بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا، حيث يمكنهم البحث عن الأفكار والأنشطة من خلال المواقع الإلكترونية الخاصة بالأطفال، أو من كتب اطلعوا عليها لتعزيز مهارة البحث والتفكير”.

وأضافت الشامسي: “يمكن للأهل بعد ذلك أن يطلبوا من أطفالهم إعداد قائمة بالأدوات التي يحتاجونها، والذهاب لشرائها مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، مع تحديد ميزانية خاصة لهم لإعطائهم مجال لتوسيع مداركهم والتخطيط الصحيح للأمور، ومن ثم البدء بتطبيق هذه الأنشطة وتقسيمها حسب جدول يومي وساعات محددة للالتزام بها”.

وشاركت الشامسي مع الحضور نموذجاً لجدول يوميّ للأنشطة التي يمكن للأسر استخدامه عند التخطيط لمخيّمهم الصيفي في المنزل.

ووجهت اليافعي في نهاية الجلسة الشكر للمتحدثين والحضور على مشاركاتهم القيمة، وأشادت بالحضور اللافت من قبل الأطفال الذين شاركوا في نهاية الجلسة أمثلة من الأنشطة المتنوعة التي نفّذوها أثناء تواجدهم في المنزل. وأشارت اليافعي إلى أن إدارة سلامة الطفل مستمرة في تقديم مثل هذه الجلسات خلال الفترة المقبلة، وللراغبين بمتابعة أنشطة الإدارة وحضور الجلسات المقبلة، متابعة حسابات إدارة سلامة الطفل على مواقع التواصل الاجتماعي (@childsafetyuae).