السلامة في المنزل.. دروس مكررة

مدير إدارة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

ليس الحل أن نلوم الصغار كلما تعرضوا لنوع من أنواع الحوادث المنزلية على اختلافها. بل من الخطأ التقصير في معالجة أسباب وقوعها وتجاهل خطرها على أطفالنا. فالصغار لا يدركون الأخطار التي تهددهم، ويعولون دائماً على الكبار لنجدتهم وتوعيتهم. فعندما يلتقط طفل أعواد الثقاب سوف يشعلها بسهولة دون أن يستشعر عواقب اندلاع حريق في المنزل. وما يستدعي القلق أكثر أن أغلب الأسر تسمع عن حوادث وقعت لأطفال آخرين، لكنها لا تتخيل أن أطفالها معرضة لخطر مماثل، وأن القليل من الإهمال يمكن أن يؤدي إلى حادث يؤذي طفلاً.

لا مجال للتبرير أو اختلاق الأعذار لتفسير وقوع الحوادث المنزلية بعد الآن، في ظل انتشار حملات التوعية من مختلف المنابر، وبعد أن عمل الباحثون والخبراء على إحصاء كافة المخاطر المحتملة التي قد تحدث للأطفال في المنزل، من خلال فحص الحوادث المنزلية المتشابهة، مما يستدعي الاستفادة من الدروس والتجارب لتجنب الإهمال الذي ينتج عنه وقوع ما لا تحمد عقباه.

وبتأمل سريع يمكن لجميع الأسر إدراك الأخطار المحتملة على الأطفال، مثل الغرق، سواء في برك السباحة أو في حوض الاستحمام، ومثل انغلاق أبواب المصعد على الطفل، أو الاختناق جراء نشوب حريق في المنزل، وكذلك التعرض للحروق أو الجروح نتيجة للعبث بالأدوات الحادة. وكذلك من يتركون الأطفال بمفردهم في المنازل من دون رعاية ورقابة، في تجاهل واضح لاحتمال تعرضهم للأذى جراء العبث بالأجهزة الكهربائية. والأمثلة كثيرة على الإهمال الذي يقود إلى مثل هذه الحوادث المؤسفة.

ويمكن توفير عناصر السلامة للأطفال في المنازل بالمزيد من الوعي، ومن خلال التقيد بحزمة نصائح لضمان بيئة منزلية آمنة وصحيّة للأطفال، تتضمن إجراءات قد تبدو بسيطة واعتيادية، لكن أثرها الوقائي يرفع من درجات السلامة، مثل إبعاد قطع الأثاث التي يمكن للأطفال تسلقها بالقرب من النوافذ والشرفات، والتأكد من إغلاق الأبواب بإحكام، خاصة لمن لديهم مسابح وحدائق خارجية، إلى جانب أهمية مرافقة الأطفال عند استخدام المصاعد في المباني، والتأكد من سلامة أجهزة الإنذار بالحريق وعدم ترك الصغار إجمالاً بمفردهم، مع توفير عدة إسعافات أولية في مكان يسهل الوصول إليه لمعالجة الحروق والجروح البسيطة بشكل سريع عند الحاجة، وغيرها من إجراءات السلامة التي تساعد كثيراً على الوقاية من الحوادث المنزلية.

نحن دائماً ما نقول إن الوقاية خير من العلاج، لكن يجب أن تتحول هذه العبارة إلى سلوك في حياتنا لأجل سلامة أطفالنا.